لا تـقـتـل

هذهِ هي وصايا الله العشرة التي أُعطيت لنبي الله موسى على جبل حوريب:

1  انا الرب الهك لا يكن لك آلهة اخرى امامي.

2  لا تصنع لك تمثالا منحوتا ولا صورة ما.  لا تسجد لهنّ ولا تعبدهنّ.

3  لا تنطق باسم الرب الهك باطلا

4  اذكر يوم السبت لتقدسه

5  اكرم اباك وامك.

6  لا تقتل.

7  لا تزن.

8  لا تسرق.

9  لا تشهد شهادة زور.

10 لا تشته شيئا مما لقريبك

الوصية السادسة من الوصايا العشرة التي اعطاها الله تعالى لموسى تقول " لا تقتل" والوصية لا تقول لا تقتل إلا إذا ..... , فالقتل محرم بجميع انواعهِ ولجميع الاسباب التي تدفع الانسان إلى قتل القريب. ولكن موسى سار بقومهِ بإتجاه فلسطين ودارت عدة معارك وحروب مع السكان الاصليين فقتل من قتل وغلب قوم موسى , وكأن الوصية التي تقول لا تقتل غير موجودة , فالوصية تشمل لا تقتل الانسان اخاك, أو كما يُقال " لا تقتل القريب  اي كان" من دون ذكر كلمة إلا إذا ... , ومن دون ذكر " إلا إذا إكتمل إثمهم أمام الله بحسب رأيك او رأيكم , فهو أي الله يقول : " لا تدينوا كي لا تدانوا " فكيف سيتم معرفة إذا ما كان إثم أحدِِ ما قد إكتمل أو لا؟  ومتى استحق القتل أم لا ؟ إن كان هناك شيء اسمهُ قد استحق القتل باي حال من الاحوال !!  فالوصية واضحة تماماََ وتقول لا تقتل لاي سبب مهما كان. والله هو الوحيد الذي يمكن أن يقرر متى يكون إثم أحدِِ ما قد إِكتمل من عـدمِـهِ , ولم يُخول أحد سواه بذلك ابداََ  كائِـن من كان ولا  حتى أحد من أنبياء الله ولا حتى موسى نفسه , لأن الله هو الوحيد الذي يعلم ما في الصدور والغيب والازمنة والاوقات.

فقد سمح الله لجماعة موسى بطلاق نسائهم, ثم لما سُإل المسيح عن " لماذا سمح لجماعة موسى بالطلاق؟ "  قال المسيح : " إنَّـهُ لغلاظة وقساوةِ قلوبكم سمح الله بذلك" ثُم منع المسيح الطلاق بتاتاََ وقال : " كل من طلق إمرأتهُ يجعلها تزني وهو إن تزوج بأُخرى يزني ايضاََ " . وبهذا يكون قد تعدى على الوصية السابعة التي تقول لا تزنِ  وبتعديه هذا  يكون قد استحق الموت الابدي.

المسيح قال " من لطمك على خدك الايمن فأدر له الايسر ايضاََ , ومن سخرك ميلاََ فأمشِ معه إثنين , ومن أخذ ثوبك فلا تمسك عـنهُ ردائـك" ولم يقل إذا اخذ قريبك شيء منك عنوة او ظربك فأقتله , لم يقل العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم. لم يقل در له خدك الثاني إن كان جباراََ  وانت ضعيف , او اعطهِ ردائكَ ايضاََ إذا كان محتاجا أو لم يكن يملك الامكانية ليشتريها  فاعطها له وإن كنتَ أغنى منهُ وإلا فلا .  ثم ذهب البشر يقولون ولكن! .. هذهِ هي الحدود المرسومة وهي غير ممكنة التطبيق لأنها فوق طاقة البشر وهي ضربُُ من الكمال والخيال الذي لا يمكن الوصول إليهِ في هذهِ الدنيا وفي هذهِ الحياة.

والمسيح لم يستعمل السيف والقوة ليملك على العالم كما أرادهُ اليهود أن يفعـل, لا بل لما ضرب أحد تلاميذ المسيح عـبد رئيس الكهنة وقطع اذنَهُ اليمنى عندما جاء الجند لإلقاء القبض على يسوع قال يسوع للتلميذ

 "«رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى غِمْدِهِ,  فَإِنَّ الَّذِينَ يَلْجَأُونَ إِلَى السَّيْفِ، بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ " ثم شفى الرب اذن العبد واعادها سليمة. فالرب حارب الشر بالحب وبذل نفسه فداءََ للبشر وإنتصر على الشر والموت بالحب والحب وحدهُ فقط , بلا سيوف ولا اسلحة من اي نوع كان.

 

فمن صرح للبشر بحمل السلاح ومحاربة اخوتهم من البشر وقتلهم ؟ ففي جميع الحروب التي مرت في التاريخ القديم أو الحديث كانت أسباب كل الحروب من دون اي إستثناء من اجل المصالح المادية , والاستعلاء والتكبر, وكذبة نشر الدين لخدمة الله ولإعلان وإِعلاءِ كلمتهِ , وهي أي الحروب , إذا ما دققنا النظر في اسبابها نجدها في الماضِ كما في الوقت الحاضراسباب مادية بحتة للسيطرة على الاخرين وإمتلاك ممتلكاتهم وسرقت مقتنياتهم ونفائسهم وثرواتهم وأوطانهم وبلدانهم ومواردهم  وحتى أطفالهم ونسائهم .

 فكيف ومن يستطيع باسم الله والديـن أو الحرية أو حقوق الانسان , او اية حجة واهية أُخرى مهما كانت من أن يمنح هذا الشعب او ذاك , ام هذا الشخص أو ذاك حق قتل أخاه الانسان؟  وقد قال الله " لا تقتل" فمن هذا الذي أعطى نفسه أو غيرهُ حق أن يقتل ويُميتَ غيرهُ في حربِِ كانت أم قتل بدمِِ بارد ام حتى القتل لتنفيذ حكم الاعدام بحق ايِِ كان؟  فالله هو الوحيد الذي لهُ حق أن يميت من يشاء ليس لأنهُ الجبار الوحيد فوق كل جبار, ولكن " لأَنَّـهُ الوحيد الذي خلق وأحيا الانسان , فمن يستطيع أن يمنح الحياة هو الوحيد الذي لهُ الحق بإيقافها". ولأنَّ الله بعد فترة يحددها هو لحياةِ شخصِِ ما , يُنهي حيـاتهُ الارضية وينقلهُ إلى الحياة الابدية , فمن هذا البشر من بني الانسان الذي يريد أن يأخذ مكان الله , ويصدر حكمه بموت هذا او ذاك أو يُعطي غيرهُ في حربِِ كانت أو اي  سبب آخر حق قتل وإنهاء حياةِ أحد  وهو نفسه لا يملك حق التصرف في حياتهِ هو ذاته, ولا يستطيع أن يُطيل حياته يوم واحد؟  فمن أعطاكم حق القتل وانتم لا حول ولا قوة لكم في إعطاء الحياة  لتعودوا وتأمروا بإنهائها وأخذها , وتمنعوا إكتمال فترة حياة أي بشر حددها الله ذاته؟؟  فتعيدوه إلى الله وترسلوه للأبدية وهو لم يستوفي أيامهُ التي حددها الله له, لذا قال الله لقاييـن القاتل قبلكم :


" ماذا فعلت إنَّ صوتِ دماء أخيك صارخة إليَّ من الارض؟ فالآن فملعـونُُ أنت من الارض  التي فتحت فاها لتقبل دماء أخيكَ من يدِكَ. وإذا حرثت الارض َ فلا تعطيك قوتها أيضاََ , وتائهاََ شارداََ تكون في الارض."


فقال قاييـن للرب " ذنبي أعظم من أن يُغفـر, إنَّـكَ اليوم قد طردتني من وجهِ الارض ومن وجهِكَ أستتر وأكون شارداََ على الارضِ فيكون إنَّ كل من يجِدني يقتلني"


فقال لهُ الربُ " لذلك كل من قتل قايين فسبعةُ أضعاف يُنتقمُ منهُ, وجعل الربُ لقايين علامةََ لئَلا يقتلهُ كل من وجدهُ".


فكما ترون دماء هابيل صرخت إلى الله لأنهُ قُتِلَ غدراََ ولم يستكمل ويستوفي أيامهُ التي حددها الله له على الارض. فلعن الله القاتل قايين من الارض  وجعله تائهاََ شارداََ يهربُ ويستتر من وجهِ البشر والله أيضاََ , ولكنهُ منع قتلهُ وحكم لقاتلهِ بسبعة أضعافِ عقوبةِ قايين. فهذا معناه إِنَّ الله لم يمنح أحدِِ من البشر حق أن يقتلَ القاتل , وحكم له بسبع مراتِِ عذاب وعقاب القاتل إذا تجاسَرَ وقتلهُ, فكيف يكون العقاب وانتم تقتلون البريء الذي لا تعرفونه في الحرب إن كان وجهاََ لوجه كما في القديم , أم من علياء السماء بقذائف الطائرات او المدفعية او الدبابات أو القنابل النووية او من بعيد بعيد وهو الذي لا تعرفونهُ ولم يؤذيكم شخصياََ بأي شيء, وتتفننونَ في طرقِ صنعِ اسلحةِ القتلِ لكي تقتل الانسان حتى بعد نهاية إِجازةِ القتلِ التي تمنحونها لأنفسكم أو تحددها دولكم واُممكم المتحدة بالشيطان.

 

كيف تستطيعون أن تركبوا دباباتكم وطائراتكم وترسلوا صواريخكم وتقتلوا ألوف البشر مِنْ مَنْ لا تعرفونهم ولم يؤذوكم هم شخصياََ وتقولوا بعدها إنها كانت دفاعاََ عن النفس أو بدافع ديني او حظاري , او إستباقاََ لفعلِ لم يحصل منهم أو من مسؤوليهم أو حكامهم  وهم لا حول لهم ولا قوة ولا يستطيعون حتى أن يدافعوا عن انفسهم تجاه جبروتكم وغدركم وإستهتاركم وإستباحتكم لدمائهم؟ وكيف تذهبون إلى كنائسكم وجوامعكم ومعابدكم وبيوتكم وعوائلكم واطفالكم بضمير مرتاح وانتم قد قتلتم الناس الابرياء وبدمِِ بارد. فأين تذهبون من دينونة الله؟؟ وافهموا إِنَّ كلَ من خولكم بقتل الآخرين من دون قيدِِ أو حساب لا يملك هو هذا الحق بالتخويل , ولا يعفى أيِِ شخص من جُرم القتل ,  ولا يُعفى  كل مَن كبس كبسة الزناد او إطلق الصاروخ أو طلقة المدفع أو الدبابة أو حتى من قتل الانسان بالسكين او الخنجر او السيف او السُم أو الغازات السامة , فمن قتل احداََ لاي سبب مهما كان " هو قاتل نفسِِ , وهومسوؤلُُ شخصياََ وكذلك من اعطاهُ الامر او التخويل بالقتل عن فعلتِهِ لانَّـهُ يدرك تماماََ بأنَّهُ ذاهبُُ لقتل الناس مِن مَن لا يعرفهم ولم يفعلوا بهِ أي شر فهو بهذا مجرمِِ وقاتل. وهو ملعونُُ بأمرالله من الارض التي يعيشُ عليها  ومجرمِِ بإتجاهِ اخيهِ الانسان حتى لو كان قد إستلم امراََ يجِبُ تنفيذه من أيِِ كان وفي ايةِِ سلطةِِ كانت أو منصب لقتل الغير من البشر. فهل تقبلوا أن يقتلكم أحد من طائرة او من دبابة او بقذيفة مدفع او بقنبلة نووية أو بسيفِِ او سكين انتم او اولادكم او ذويكم او حتى كلابكم؟   فأنتم بجوابكم ستُدينون أنفسكم ومن أعطاكم امر القتل وخولكم الاستهتار بحياةِ غيركم, وتحكمون على انفسكم بأنكم مُجرمون وقتلة تستحقون الموت الابدي حيثُ تعديتُم شخصياََ بفعلتكم الوصية السادسة من وصايا الله والتي تقول " لا تقـتل" .

 

وعلى عاتق كل رجل دين من جميع الاديان والاطياف تقع مسوؤلية إعلان منع القتل هذا , والمسوؤلية الشخصية المباشرة للشخص ذاتهُ عن أي قتل يقترفهٌ الفرد سواء كان ذلك في الحروب أو تحت الامر العسكري او الوطني ومن ايةِ جهةِِ كانت اواي موقفِِ كان وتحت أية مسميات أُخرى حتى إذا كان هناك أمراََ بالحرب من قبل ايةِ جهةِِ كانت او مسوؤل او حاكم او رجل دين او دولة او سلطة دينية او قضائية, ويكفي اليشرية جمعاء والسلطات الدينية من جميع الاديان من أن تُعرجَ بين متطلبات وصايا الله والآخرة  ومصالح الدول وحاجات البشر وهمجية الولاة والحكام والحكومات المادية والسياسية وجشع هذا الطرف او ذاك في أمور مادية ارضية بحتة وتحت اي مسميات إِن كانت وطنية او حزبية أو إستخباراتية أو متطلبات المصلحة الوطنية العليا او او ... فكلها مسميات لا تغلوا من أن تكون مسببات واجازات بالقتل من هذا الحاكم او القائد او ذاك ولهذا السبب او ذاك ولمصلحة هذا الطرف أو ذاك وتقف ضد وصايا الله. فعلى الجميع وكل الناس أن يختاروا " إما قوانين الهمجية البشرية او قوانين ووصايا الله , فالله لم يمنح لكم ولا لحكامكم ولا لدولكم ولا لحكوماتكم ولا رجال دينكم ولا أنبيائكم ولا أي إناسِِ في الوجود كلهِ إجازات للقتل أو ان تنوب عنه وتكون البديل عنه بإتخاذ قرارات القتل أو إنهاء حياة اي شخصِِ من عبادهِ الذين خلقهم هو, وهو الوحيد الذي يحيي ويُميت ويهب الثواب والعقاب فلا يغرر بكم أحد ولن يأخذ العقاب كبديلِِ عنكم ولن يُفيدكم بشيء في يوم الدينونة , ولو إنَّـهُ سيأخذ نفس عقابكم فهو المسبب والبادي بالقتل والمحرض عليهِ.

 

وفي حروبكم مهما كانت اسبابها , فأنتم تقتلون وتزنون وتسرقون وتشهدون بالزور وتشتهون مقتنيات غيركم وتستحوذون عليها  , وبهذا تُخِلون وتعتدون على وصايا الله السادسة والسابعة والثامنة والتاسعة والعاشرة فتستحقون بذلك دينونة نار جهنم الابدية , فمن اعطاكم وحكامكم هذه الحقوق والإستثناآت لكي تفعلوا هذا بالقريب وانتم لا تقبلوا أن يفعلها أحد بكم او اقربائكم او ممتلكاتكم او اوطانكم .




يكتبون هدية مع الحب من اطفال اسرائيل إلى اطفال لبنان - هكذا يُربى جيل المستقبل



هنيئاُُ للبشرية تعرجها بين وصايا الله واطماع البشر وقادتهم - فقد قال الله " لا تقتل "!

فعلى الجميع وكل الناس أن يختاروا " إما قوانين الهمجية البشرية او قوانين ووصايا الله



ما حصل في هيروشيما - وما ينتظركم إذا لم تختاروا وصايا الله وبسرعة

فهم يتفننون في طرق القتل وبدون وازع من ضمير او خوف الله - ولا زالوا يتكلمون عن حقوق الانسان


نوري كريم داؤد

29 / 09 / 2006



" للتـعـليق وإِبداء الرأي في الموضوع انقر اللنك


"إرجع إلى ألمجلـة"